كورونا.. لبنان بين الدول التي بدأت تخفيف القيود وتحذير من “ذروة ثانية فورية”
بدأت دول عديدة في أوروبا وآسيا والمنطقة العربية تخفيق إجراءات العزل المتخذة لمواجهة انتشار جائحة كورونا، كما تخفف دول أخرى قريبا الإجراءات، في ظل تحذيرات من منظمة الصحة العالمية من ذروة ثانية للمرض في الدول التي شهدت تراجع الإصابات بالفيروس، في حال خُففت الإجراءات بشكل أسرع من اللازم.
وفي إسبانيا، فتحت بعض الشواطئ والمطاعم والمقاهي في مدريد وبرشلونة لاستقبال عدد محدود من الرواد، شريطة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، وأعلنت الحكومة خططا لإعادة فتح الحدود أمام السياح الأجانب في تموز المقبل.
وفي فرنسا، تستعد الحكومة للإعلان عن المرحلة الثانية من تخفيف إجراءات العزل الصحي خلال أيام، واستغل الفرنسيون الأجواء المشمسة لقضاء أوقات خارج منازلهم.
وفي بريطانيا، رابع أكبر بؤرة للجائحة عالميا؛ قال رئيس الوزراء بوريس جونسون أمس الاثنين إن بلاده ستعيد فتح الآلاف من متاجر الشوارع الرئيسية والمتاجر الكبرى والمراكز التجارية الشهر القادم، واضعا جدولا زمنيا للشركات، في إطار تحركات الحكومة نحو تخفيف إجراءات العزل العام التي تفرضها لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وفي اليونان، سُمح للمقاهي والمطاعم أمس الاثنين بإعادة فتح أبوابها، في إطار رفع تدريجي للقيود التي تفرضها السلطات لاحتواء تفشي فيروس كورونا في البلد، في محاولة لإعادة استئناف نشاطها الاقتصادي المعتمد على السياحة، وللمساعدة في جذب السياح الأجانب قبل موسم الصيف.
وفي روسيا، سجل ظهور نادر للرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين أمس الاثنين، في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لتخفيف قيود الإغلاق المفروضة بسبب الجائحة، إذ صرح ديمتري تشيرنيشنكو نائب رئيس الوزراء أمس بأن السلطات تنوي تخفيف القيود على السياحة الداخلية اعتبارا من الأول من الشهر المقبل، على أن تبقى إجراءات العزل سارية في موسكو -مركز تفشي الفيروس في روسيا- حتى نهاية الشهر نفسه.
المنطقة العربية
سمحت السلطات السعودية اليوم بفتح بعض الأنشطة الاقتصادية، مثل محلات الجملة والتجزئة والمراكز التجارية، وسمحت أيضا باستئناف الرحلات الجوية الداخلية بعد اتخاذ التدابير الاحترازية لمواجهة كورونا، كما رفعت تعليق الحضور لأماكن العمل في القطاعين العام والخاص.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (واس) أن السلطات السعودية عدلت توقيت السماح بالتجول في البلاد، ليصبح من السادسة صباحا حتى الثالثة عصرا، باستثناء مكة المكرمة، كما قررت السلطات السماح بإقامة صلاة الجمعة والجماعة في كل المساجد باستثناء مدينة مكة المكرمة، مع استمرار تعليق العمرة والزيارة والرحلات الدولية حتى إشعار آخر.
وفي لبنان، صدر عن المكتب الاعلامي لوزارة الداخلية والبلديات البيان الآتي:
“نظرا لعدم التزام بعض المواطنين بإجراءات الوقاية والسلامة العامة، وحرصاً منها على عدم التشدد اكثر بإجراءات الوقاية للحد من تفشي وباء الكورونا، ورغبة منها بالمساعدة في دورة النهوض الاقتصادي،
تتمنى وزارة الداخلية والبلديات على المواطنين الكرام في كافة المناطق اللبنانية لاسيما في المناطق التي تتدنى فيها نسبة الالتزام باجراءات الوقاية المطلوبة، وجوب حماية أنفسهم واهلهم ومجتمعاتهم، وتطبيق معايير السلامة العامة، وتؤكد على الزامية وضع الكمامة لتغطية الانف والفم، وعلى وجوب احترام المسافات الآمنة بين الأشخاص خاصة أثناء تواجدهم خارج المنزل،
علماً بأن قوى الأمن الداخلي ستباشر بتوزيع الكمامات المتوافرة لديها مجانًا”.
وفي فلسطين، أعلن رئيس الوزراء محمد اشتية عودة الحياة إلى طبيعتها مع انحسار انتشار فيروس كورونا، وسمحت الحكومة بعمل المحلات والمنشآت التجارية والصناعية والمؤسسات بدءا من صباح اليوم بشكل طبيعي مع الحفاظ على إجراءات السلامة.
وفي الإمارات، قالت سلطات دبي أمس الاثنين إنها ستسمح باستئناف حرية الحركة والنشاط الاقتصادي اعتبارا من غد الأربعاء من الساعة السادسة صباحا وحتى 11 مساء، وأضافت السلطات أن مطار دبي سيبدأ أيضا استقبال المواطنين العائدين والمسافرين إلى وجهات أخرى في رحلات عابرة اعتبارا من غد الأربعاء.
ذروة ثانية
في المقابل، قالت منظمة الصحة العالمية أمس إن الدول التي تشهد تراجعا في الإصابات بفيروس كورونا المستجد لا تزال تواجه خطر “ذروة ثانية فورية” إذا أوقفت إجراءات العزل بشكل أسرع مما يلزم.
وأوضح رئيس حالات الطوارئ في المنظمة مايك رايان -في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت- أن العالم لا يزال في منتصف الموجة الأولى من التفشي. وأشار إلى أنه في الوقت الذي تنخفض فيه الإصابات في دول كثيرة، فإن الأعداد تتحرك باتجاه الصعود في أميركا الوسطى والجنوبية وجنوب آسيا وأفريقيا.
وأضاف رايان أن الأوبئة تأتي غالبا على موجات، وهو ما يعني أن موجات التفشي قد تعود في وقت لاحق هذا العام في الأماكن التي هدأت فيها الموجة الأولى. وهناك أيضا احتمال بأن تتزايد معدلات الإصابة مرة أخرى بوتيرة أسرع في حالة رفع التدابير الرامية لوقف الموجة الأولى في وقت أبكر مما يلزم.
وفي سياق متصل، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أمس أن الهيئة التنفيذية للمنظمة “أوقفت بشكل مؤقت الفرع الذي يخص عقار هيدروكسي كلوروكين في التجربة الدولية، في الوقت الذي يقوم فيه مجلس مراقبة سلامة البيانات بمراجعة بيانات السلامة، أما الأفرع الأخرى للتجربة فلا تزال مستمرة”.
آخر الأرقام
وحسب آخر الإحصاءات، فإن الجائحة أصابت أكثر من 5 ملايين و472 ألف شخص في 220 دولة، وقضت على ما يفوق 343 ألفا، في حين تعافي من المرض أكثر من مليونين و145 ألفا آخرين.
والولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات والإصابات مع 97 ألفا و948 وفاة من أصل مليون و653 ألفا و390 إصابة، كما تعافى ما لا يقل عن 366 ألفا و736 شخصا.
وبعد الولايات المتحدة، تأتي البرازيل، بما يزيد على 363 ألف إصابة و22 ألفا و666 وفاة، ثم روسيا بأكثر من 353 ألف إصابة و3633 وفاة، وفي المرتبة الرابعة هناك بريطانيا بما يفوق 261 ألف إصابة وزهاء 37 ألف وفاة، ثم إسبانيا بأكثر من 253 ألف مصاب و26 ألفا و837 وفاة.
المصدر: الجزيرة – وكالات