بالتفاصيل المملة.. سيناريو تحريك الشارع في طرابس: من قبض ممن؟
خاص – حميد نشابة
قبل عدة ايام من حصول التحركات في طرابلس، اتخذ القرار مجدداً بجعل عاصمة الشمال صندوق بريد يتناقل به البعض رسائلهم، وهذه المرة ايضاً على حساب اهلها. الهدف اشعال المدينة واظهار مثال عن الفوضى واستثمارها في السياسة.
قبل يومين من الانفجار الاول في طرابلس ، إلتقت داليا جبيلي بسرية كل من احمد الفوال وربيع الزين، طلبت منهم تأمين متظاهرين من خارج المدينة وشددت ان يكون هؤلاء من المراهقين. قاطع الزين حديث الجبيلي واكد لها انه يمكنه تأمين المتظاهرين من طرابلس ومن المراهقين، فأصرت ان يكون هؤلاء من خارج المدينة.
طلب من الفوال في الاجتماع التركيز على ان تكون التظاهرات غير سلمية من خلال التحريض وتأمين بعض الكوادر الذين يبدأون بإشعال الفتيل. وافق الفوال والزين وحصلوا على مبلغ كبير من المال من الجبيلي.
علاقة الجبيلي بالزين والفوال تعود الى مرحلة الاحتجاجات في بيروت فهي التي كانت تؤمن الباصات والتمويل لتنقل المحتجين الى بيروت لافتعال الشغب قرب مجلس النواب، يومها اوقفها فرع المعلومات واستجوبها على هذا الاساس.
بدأت التحضيرات لتأمين اكثر من ١٠٠ متظاهر من خارج المدينة، حصل كل منهم على ٢٠ الف ليرة عندما وصولوا الى ساحة النور، في حين كان الرهان على تجاوب ابناء المدينة الفقراء تلقائياً مع التحركات.
قرر ثنائي الزين والفوال استعمال قنابل دخانية لتمويه استئجار متظاهرين، فسجلوا فيديو حرضوا خلاله على العنف واعمال العنف لان الثورة السلمية لم تعد تنفع، وحرضوا على التظاهر امام منازل السياسيين لتأمين الغطاء لحرق المصارف والاملاك الخاصة والعامة لاحداث الفوضى.
بالتوازي مع ذلك، نسق حزب ٧ مع الزين ايضاً واتفقوا على التحريض والذهاب بعيداً بالثورة العنفية، وحصل الزين على مبلغ من المال لتأمين متظاهرين لحزب ٧ اعتاد تأمينهم عادة. وهذا ما حصل، واتفق مع علاء حسين (حزب ٧) على التنسيق قبل وخلال التحركات.
كذلك التقت مصالح حزب ٧ مع جهاد جنيد، الذي يحرك اليساريين في الشمال، خصوصا انه لدى جنيد حقد دفين على اي طرف لديه مال او على الاغنياء كما يسميهم، وهو الذي يحرض عليهم انطلاقاً من خلفيات يسارية، كذلك بدأ التركيز على لغة “الثورة تشيل ما تخلي” وقام باعادة تنظيم صفوف المراهقين من اليساريين الذين كانوا يتجمهرون في ساحة النور. يسعى جنيد المؤمن بالهدم الكامل للسلطة والدولة والمؤسسات كشرط من انتصار الحراك الى “حرق كل شيء”، والى تحريض الناس على الاغنياء وتحويل الصراع الى سياسي وطبقي. ليس لدى جنيد حدود، يعمل مع اي كان لتحقيق اهدافه. وهذا اخطر ما في الامر.
كل ذلك حصل خلال ساعات، وحصل اتفاق بين كل الاطراف ان يتم التوجه الى منازل السياسيين بالتوازي مع الهجوم على المصارف لتشتيت القوى الامنية والجيش ومنعها من قمع التحركات.
اللافت في كل ذلك امرين، الاول هو اجتماع حصل بين احمد باكيش واحمد الفوال ودادو العرعور مع قياديين في التيار العوني في اللقلوق حضره المحافظ جان نهرى والقيادي العوني جو ابو نصيف، وتم الاتفاق معهما على عدم استهداف التيار ورموزه والعهد والتركيز على سياسيي طرابلس والمصارف، وقد حصلوا مقابل ذلك على مبلغ من المال وهذا ما حصل فعلاً اذ لم يحصل اي هجوم خلال التحركات ضد باسيل او ضد العهد، اما الامر الثاني فهو اجتماع شريك باكيش الاساسي احمد الفوال بأحد ابرز قياديي تيار “المستقبل” وحصل منه على مبلغ ١٠ ملايين ليرة، وتم الاتفاق على تحييد تيار المستقبل والتركيز على خصومه السياسيين في المدينة.
اذا اتفق الجميع على تدمير طرابلس على رؤوس اهلها، من اجل حفنة من الدراهم…. يقتلون الثورة وطرابلس برصاصة واحدة. يحولون المدينة الى مدينة من العصور الوسطى لا مصارف فيها يضطر ابناؤها الى الانتقال مسافات بعيدة من اجل سحب اموالهم.