“الكورونا بوند”… هذه من مصائب لبنان السبع!
الكورونا” ليست منتشرة في لبنان فحسب، بل أصبحت متواجدة في كل بلد من بلدان العالم، وإن بنسب متفاوتة، لكن ما يحصل عندنا لا أعتقد أنه يحصل في أي مكان آخر من العالم الثالث، وإن كنا نتساوى معه بمستوى الجهل والإهمال، إذ أن المصائب تتوالى وتقع على رأس الحكومة الحالية المصابة بـ”النحس”، منذ اليوم الأول لتسّلمها السلطة.
وعلى رغم خطورة هذا الفايروس المستجدّ فإن التعامل “الرسمي” معه لم يرقَ بعد إلى مستوى خطورته، خصوصًا أن الإجراءات المتخذة من قبل الوزارات المعنية لا تعدو كونها مجرد إرشادات قد حفظها اللبناني غيبًا و”كرجة ميّ” لكثرة تردادها وعلكها، وهي تدخل في باب الوقاية ليس إلاّ. أما على صعيد المعالجة فإن التعاطي مع هذا الفيروس يتمّ وكأنه مجرد “نزلة صدرية” أو “غريب” عادي.
قد يكون تبسيط الأمور وعدم تعقيدها مفيدًا لجهة عدم دفع الناس إلى الهلع والهستيريا، ولكن هذا الأسلوب قد يخدم لمدّة محدّدة من الزمن، ولكنه يصبح مع الوقت ممجوجًا وغير ذي فائدة، وبالأخصّ مع ما يرافق حملات التوعية هذه من إشاعات لا تكّذبها سرعة إنتشار الفايروس وتراكم الإصابات بمعدل عشر حالات يوميًا.
فلو كانت أحوال لبنان المادية أفضل مما هي عليه حاليًا، وهي أولى مصائبه السبع، لكانت المعالجة ربما أفضل الممكن.
أما ثاني مصائب لبنان فتكمن في عقلية الطبقة الحاكمة وبعض المسؤولين، الذين لا يزالون يتصرّفون في يومياتهم وكأن البلد بألف خير.
وثالث المصائب هي التركيبة السياسية القائمة على المحاصصة وتوزيع المغانم، على قلّتها، وهي لم تتعظ شيئًا من إنتفاضة 17 أكتوبر، ولا تزال تمشي على “العميانة”، مردّدة مع صبية الأزقة “أنا أعمى ما بشوف أنا ضرّاب السيوف”.
ورابع تلك المصائب خفّة المسؤولين في التعاطي مع القضايا الكبيرة، ومن بينها “الكورونا” و”اليوروبندز” وحال التعثر التي تعيشها البلاد على أساس “شدّة وتزول”، وعملًا بالمثل القائل “إشتدي أزمة تنفرجي”.
أما خامس هذه المصائب فهي تكمن في عقلية بعض الناس، الذين يتصرّفون في يومياتهم بنوع من اللامبالاة حيال الأزمات المتلاحقة، وهم مستمرون في حياتهم وكأن 17 أكتوبر لم يكن من ضمن أجنداتهم، وهذا ما يؤخذ عليهم من قبل المنتفضين، الذين ينزلون إلى الشارع مطالبين جميع الناس بالإنضمام إليهم لكي يحدثوا معًا الفرق وصولًا إلى التغيير المطلوب.
وسادس مصائب لبنان ما يأتيه من خارج الحدود من دون مراقبة ومن دون مسؤولية، وآخرها كانت الطائرات التي أتت من مناطق تُعتبر موبوءة، وهي التي نقلت فايروس كرونا إلى الداخل، ومن دون إخضاع ركابها للعزل الإحتياطي، حيث دخل العامل السياسي على خط المعالجات، الأمر الذي أدّى إلى فوضى عارمة، وإلى تفشّي المرض وإنتشاره بسرعة نسبية.
ويحتّل العامل الطائفي المركز السابع والتاسع والعاشر والأول والأخير في سلم رتب مصائب لبنان، وهو ما دفع وزيرة العدل إلى ردّ مشروع التشكيلات القضائية لإعادة النظر فيها من قبل مجلس القضاء الأعلى، وكأنها حريصة على التوازن الطائفي القائم غصبّا عن إرادة الجميع أكثر من أعضاء المجلس المشهود لهم في تمسكّهم بوحدة الجسم القضائي، وهم أدرى من غيرهم بشعاب مكة.
ولسؤ حظ حكومة حسّان دياب أن مصيبة الكورونا وإستحقاق اليوربوند والتعثر المالي جاءت دفعة واحدة لتصّب فوق رأسها ورأسه، وهو الذي يهوى “لعبة” أنا المظلوم، وتتحكم به عقدة الإضطهاد، وكأن جميع من ليس حوله يعملون لإفشاله وإحراجه لإخراجه.
هذه عيّنة من عينات مصائب لبنان، ولو أردنا سردها كلها لأحتاج الأمر إلى مجلدات!
لبنان24