‘لمى’ أم لولدين تعيش الحجر المنزلي الإختياري وتروي قصتها
فجأة شغل “كورونا” العالم، أدخل الرعب إلى قلب مئات ملايين البشر، بات حديث الإعلام، والفيروس الذي يخشى من التقاطه الناس. ففي الوقت الذي يتابع فيه البعض حياتهم بشكل طبيعي، مستهترين بخطورة المرض المستجد الذي قضى على المئات حتى الآن وأصاب الآلاف… غيّر الفيروس حياة الكثيرين، فأصبح المعقّم والإجراءات الوقائية خطوات يومية لا بد منها، لا بل وصل الأمر بالبعض إلى التزام الحجر المنزلي خوفاً من أن يصبحوا في عداد من أصابهم الفيروس.
“خطر كبير”
لمى سليم داعوق أم لولدين (12 و 9 سنوات) اتخذت قرار الحجر المنزلي قبل أسبوع، هي تخاف من “كورونا” على عائلتها وليس على نفسها، فالفيروس المستجد كما قالت: “أثر كثيراً على حياتي، خوفي كبير على ولديّ وزوجي ووالديّ، حُرمت من زيارة بيت أهلي بسببه، فأمي مريضة وأنا أخشى أن ألتقط الفيروس من دون علمي ونقله لها كون مناعتها ضعيفة”. وأضافت: “قد لا يصدّق البعض أني كنت أبكي قبل قليل عندما سمعت خبر الضحية الثانية للفيروس، حزنت عليه وعلى اللبنانيين كوننا جميعاً نعيش في خطر كبير”.
المعقّم… رفيق اللحظات
“فجأة تغير نمط حياتنا، أصبحت المعقّمات رفيقة لحظاتنا، يداي اهترأتا من كثرة غسلهما ورشّهما بالمعقّمات، أستيقظ صباحاً لأبدأ تعقيم المنزل، حيث وضعت ماء مع معقم في عبوة مخصصة للرش، لا أترك مكاناً من دون أن أمرّ عليه، أستحم وأطلب من أولادي فعل ذلك، قبل أن أبدأ الطبخ أغسل جميع الخضر وأضعها في المعقم لمدة محددة، وعندما أنهي أعمالي في المطبخ أعقّمه من جديد”.
طوال اليوم وأنا حبيسة المنزل، لا عمل لي إلا أن أرشّ المعقّم، وتحذير ولديّ من عدم لمس أي شيء وأن يغسلا أيديهما عدة مرات”، قالت لمى قبل أن تضيف: “توقفت عن قصد عملي، أنا مصممة مجوهرات، دفعتني بداية الأزمة الاقتصادية إلى التقليل من زيارتي معمل الذهب، إلى أن منعني فيروس كورونا من ذلك بشكل نهائي، حيث أخشى الخروج والاختلاط بالناس من أن يكون من ضمنهم مصابون بالفيروس وبالتالي تعريض نفسي للمجهول، ومع هذا لا يزال زوجي الموظف في مجلس الإنماء والإعمار يداوم في عمله، لذلك أخاف أن يصاب بالفيروس وبالتالي تعريضنا له، على الرغم من أخذه كافة الاحتياطات والتزامه بالمعقّمات، لكن كما نعلم فإن الفيروس سريع الانتشار”. وأشارت
إلى أنه “بالطبع يشتري زوجي لنا ما نحتاج إليه من طعام وشراب وغيرها من الأغراض، حيث أقوم بتعقيم الأكياس والعبوات قبل لمسها”.
لا للاستهتار
ألغت لمى استقبال أقاربها ومعارفها في منزلها، وكما قالت: “الاحتياط واجب، فما يحصل في لبنان والعالم ليس مزحة، بل أمر يمس الصحة والأرواح، لذلك من الأفضل أن يلتزم كل منا منزله إلى حين انتهاء الغيمة السوداء التي لا نعلم من أين حلّت علينا وكيف استيقظنا على هذا الوباء”، لافتة إلى أن “ما زاد من مخاوفي مقاطع الفيديو التي ينشرها أحد الصحافيين الإيرانيين في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، فمشاهد المصابين ومدى ألمهم وعذابهم، والأعداد الكبيرة لضحايا الفيروس يدفعنا إلى عدم الاستهتار والتزام منازلنا”.
المصدر: النهار