القصة الكاملة لـ”صفقة القرن”
كتب الصحافي عماد شدياق على صفحته على فيسبوك :
تكشف معلومات خاصة مصدرها محيط البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ركب موجة ثورة “17 تشرين الأول”، قد اتصل يوم السبت الفائت بصهره جاريد كوشنار ليبلغه بـ”ساعة الصفر” (ربما الحمر أو الخضر… لا احد يعلم).
قال له: كيفك عمي؟ بكرا الأحد مرت عمّك ميلانيا عاملة ملوخية بعصاعيص البافيلو. جيب ايفانكا وتعا عايزك بموضوع”.
تناولوا الغداء في حديقة البيت الأبيض الخلفية، وبعدها أخبر ترامب صهره، على فنجان القهوة (من محلات بن لادن)، أن الوقت قد حان ولا لزوم إلى تأجيل موعد اطلاق خطة السلام بعد اليوم: “باسيل صار برا يا جاريد… اتكل على الله 😉 “.
أجرى كوشنير اتصالاته في الداخل الإسرائيلي، فاستدعى أبو يائير (بنيامين نتنياهو) على عجل إلى واشنطن وأُعلن عن تفاصيل خطة السلام على حين غرّة.
بتغريدة واحدة فضحت مي خريش، المستور. تخلت عن دبلوماسية تيارها الـ”وايز” وواجهت شعوب الوطن العربي بالحقيقة. قذفتنا بها خريش على “المِغراد”، بعدما كان الغرب المتآمر يخفيها عنا لسنوات.
تقول خريش إنّ ما حدث في لبنان منذ ثورة ١٧ تشرين الأول لم يكن صدفة، ولا المطالبة بإسقاط “الرئيس القوي” ميشال عون كان كذلك. حتى المطالبة بالإنتخابات النيابية المبكرة لم تكن بعيدة عن خطة صفقة العار.
معلومات موثوقة وصلت إلى خريش من أوساط البيت الأبيض (دكانة بآخر الشارع)، تقول إنّ الثورة لم تكن عفوية أبداً. وجلّ ما في الأمر أنّ ترامب كان يستعجل تمرير “صفقة القرن” قبل انتهاء ولايته الأولى ليستفيد من الزخم الجماهيري الذي يُفترض أن تؤمنه له الصفقة في معركة البقاء في البيت الأبيض ولاية ثانية.
إلاّ أنّ العثرة الكبرى في طريق طموح ترامب كانت، بكل شفاية وصدق: الوزير جبران باسيل. وجوده في وزارة الخارجية اللبنانية كان يشكّل تهديداً حقيقياً بنسف الصفقة، أو بأضعف الإيمان، بتأليب الرأي العام العربي ضدها. ذكاء باسيل اللوذعي وشخصيته الكاريزماتية وتأثير خطاباته على الشعوب والزعماء في القمم العربية، ما كان ليبقي ولا يذر من خطة المتصهينين النكراء.
بمساعدة الاستخبارات الأميركية وتطبيق “كتاب الوجوه” الأزرق للمدعو مرقس جبل السكّر، حاك ترامب مؤامرته القذرة. أطلقوا حملة دعائية تشويهية لمسيرة “العهد القوي” (غسيل وكوي) ولطموحات باسيل العظمى. بروباغندا من صور وكتابات كاذبة وافتراءات بحقّه وبحقّ تياره عن الكهرباء والبواخر والسدود… فانتفض الناس وملأوا الساحات.
سعد الحريري لم يكن بعيداً عن هذه المؤامرة، فهو الآخر كان شريكاً حينما ارتضى أن يستقيل ليحرج العهد ويقصي باسيل عن واجباته تجاه القضايا العربية.
إذن، مي على حق ويا ويلنا من بعدك يا باسيل! ستفقد القمم العربية بسالة باسيل، فارسنا الشجاع في الدفاع عن فلسطين ولن نجد بين العرب من يتجرأ على مواجهة هذه الصفقة القذرة. صادقة يا مي… صادقة البعيدة.