نصائح السفراء و”وساطة” حزب الله تنجز حكومة دياب
تسير المشاورات حول تشكيل الحكومة بسرعة وإيجابية. معطيات عديدة دفعت القوى السياسية إلى النزول عن شجرة المعاندة، وتقديم تنازلات لتسهيل ولادة الحكومة. وعليه، يفترض أن يدخل حسان دياب النادي الرسمي لرؤساء الحكومات.
السفراء والحريري
الوضع الأمني، والاقتصادي، والمعيشي، حفز أخيراً مختلف القوى على العمل لتشكيل الحكومة. وأن تكون حكومة تكنوقراطية، تواكب المرحلة الدقيقة والحرجة. الحراك السياسي الداخلي الذي قاده حزب الله من وراء الكواليس مع حلفائه، كان يتزامن مع تحرك ديبلوماسي لبعض السفراء، خصوصاً السفيرين الفرنسي والبريطاني، اللذين عملا على توجيه النصائح بتشكيل حكومة للخروج من الأزمة أو على الأقل فتح كوة في جدارها. وفي مقابل العمل على إنجاز التشكيلة الحكومية، كان الرئيس سعد الحريري يشن هجوماً جديداً على التيار الوطني الحرّ، ويحمله مسؤولية ما يجري من تعطيل وأزمات.
اللافت في موقف الحريري، الذي حرص على الدفاع عن حاكم مصرف لبنان، ولم يشأ تحميله مسؤولية الأزمة، وألقاها على القوى السياسية، أطلق موقفاً لافتاً حيال تشكيل الحكومة، معتبراً أنه يجب تشكيلها، قائلاً: “سنعطيها فرصة”.
ترتيبات حزب الله
وكان حزب الله قد دخل بقوة على العلاقة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل. وبدأ العمل على “تدوير الزوايا”، لجهة شكل الحكومة، وحسمها بـ18 وزيراً. تم دمج بعض الوزارات، وتبديل بعض الأسماء لتولي بعض الحقائب. كان الشرط الأساسي يقتصر على تقديم تنازلات من قبل باسيل، أولها بعدم امتلاك الثلث المعطل. لكنه أصر على تعيين أحد مستشاريه السابقين ريمون غجر وزيراً للطاقة، رافضاً التخلي عنه. وقد خلص إلى تعيين ميشال منسى وزيراً للدفاع ونائباً لرئيس الحكومة. وهو محسوب على رئيس الجمهورية. بينما المالية ستكون من حصة غازي وزني، فيما الداخلية ستكون مبدئياً لطلال اللادقي. وهو ضابط متقاعد في الجيش، وكان قد اقترحه النائب جميل السيد. فيما قد يخضع هذا الاسم إلى بعض المشاورات لحسمه.
وافق باسيل أيضاً على توزير دميانوس قطار على أن يكون وزيراً للعمل. كما وافق على توزير ناصيف حتي في الخارجية. وهذه بحد ذاتها تنازل مهم. ووافق حزب الله على حتّي أيضاً، لأنه يريد تواصلاً مع المجتمع الدولي. أما الحصة الدرزية فستكون لصالح رمزي مشرفية. وبالتالي، لن يكون جنبلاط شريكاً في الحكومة، ولن يمنحها الثقة. بينما حصة الثنائي الشيعي ستكون أربع وزراء وخمس حقائب بفعل عملية دمج الوزارات.
اللمسات الأخيرة على التشكيلة الحكومية، ستوضع في اللقاء الذي سيعقد الخميس بين بري ودياب، وذلك لتثبيت الأسماء وحسمها. وبعدها، يفترض أن ينتقل دياب إلى القصر الجمهوري واطلاع رئيس الجمهورية على تشكيلته وإصدار المراسيم، أو يوم الجمعة.
التشكيلة المقترحة
الوزراء السياديون هم: غازي وزني لوزارة المالية، وناصيف حتي للخارجية، وطلال اللادقي للداخلية (مبدئياً، ويحسم بعد التشاور مع بري)، وميشال منسى للدفاع مع توليه منصب نائب رئيس حكومة.
حقائب رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر أُسقطت عليها الأسماء التالية:
الطاقة: أورثوذكسي، على الأرجح أنه ريمون غجر، عميد سابق لكلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU). الاقتصاد: لشخص من آل حداد يُبت باسمه ليل الأربعاء. العدل: ماري كلود نجم. البيئة: منال مسلم
أما تيار المردة فحصل على حقيبة الأشغال التي ستتولاها لميا يمين الدويهي .
والطاشناق سينال وزارة السياحة والثقافة أو السياحة والإعلام، حسب المبادلة مع حركة أمل، وسيتولاها فارتي أوهانيان.
وجاء توزع الحقائب بحسب الطوائف كالتالي:
الحصة السنية: حسان دياب، طلال اللادقي للداخلية، طلال حواط لوزارة الاتصالات، طارق مجذوب لوزارة التربية والشباب والرياضة.
الحصة المارونية: ناصيف حتي، ماري كلود نجم، دميانوس قطار، لميا يمين الدويهي.
الحصة الدرزية: رمزي مشرفيه لوزارة الشؤون الاجتماعية والمهجرين وملف النازحين.
الحصة الشيعية: المالية لغازي وزني، الصحة (؟) الصناعة (؟) الزراعة والثقافة أو الإعلام (؟).
الحصة الاورثوذكسية: ميشال منسى وريمون غجر.
الحصة الكاثوليكية: منال مسلم.
المصدر: المدن