كارلوس غصن: انا فخور بأنني لبناني… واعتذر للشعب اللبناني
عقد رجل الاعمال كارلوس غصن مؤتمرا صحافيا، بعد ظهر اليوم في نقابة الصحافة في بيروت، حضره نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين جوزف قصيفي، نقيبة المحامين السابقة امل حداد، نقيب المحامين السابق اندره الشدياق، رئيسة تحرير صحيفة “النهار” نائلة تويني وعدد كبير من الإعلاميين من لبنان ومن دول العالم.
وقال غصن:”انا فخور بأنني لبناني لان لبنان هو البلد الوحيد الذي وقف الى جانبي في هذه الصعوبات.لم اعرف اي لحظة حرية منذ 19 نوفمبر 2018. ومن الصعب جدا تخيل كل هذه المرحلة وتخيل الى اي مدى اشعر بفرح لتواجدي مجددا مع افراد اسرتي واحبائي.
أضاف:”كنت في حبس انفرادي مضاد لكل مبادىء العدالة المصانة في شرعة حقوق الانسان في الامم المتحدة. وانا لست هنا لكي اتحدث عما حصل في اليابان ولكن انا هنا لاقول لكم لماذا غادرتها وهذه المرة الاولى التي يمكن لي فيها ان اتحدث بحرية وان اقدم الوقائع ومعلومات ستمكن من اكتشاف الحقيقة.
واعرب عن امتنانه لكل من سانده في هذه المرحلة في وجه حملة مبرمجة وقال:”انا ممتن لكل المحبة التي اظهرتها لي عائلتي، زوجتي كارول واولادي الاربعة وشقيقاتي الثلاث ووالدتي واولاد زوجتي وافراد العائلة الذين مروا بلحظات صعبة جدا. كما شكر اصدقاءه والاف الاشخاص الذين ارسلوا له رسائل دعم. وعبر عن امتنانه ايضا للسلطات اللبنانية وللمواطنين اللبنانيين الذين لم يفقدوا الامل به واثبتوا ان الشعب اللبناني يتحلى بروح كبيرة وبقلب كبير وبحس العدالة.
كما شكر كل المحامين في انحاء العالم وكل من حاول في اليابان ان يحسن هذا النظام القضائي غير العادل وهو نظام لا يهتم بالحقيقة ولا بالعدالة ولا يهتم بالحريات المدنية ولا بمعايير العدالة.
واعتبر غعصن ان توقيفه خلال الاشهر الاخيرة هو نتيجة خطة وضعها المديرون في شركة “نيسان”. وقال: “لست فوق القانون واتطلع قدما لبروز الحقيقة واستعادة سمعتي. انا لم اهرب من وجه العدالة بل هربت من اللاعدالة ومن الاضطهاد السياسي وعانيت من 400 يوم من غياب العدالة في نظام لم يؤمن لي الحد الادنى من العدالة، فاتخذت هذا القرار الصعب لاحمي نفسي وعائلتي وهو خطر لا يمكن لاحد يواجهه الا اذا كان غير مقتنع بعدم قدرته على محاكمة عادلة.
ورأى ان المدعين العامين في اليابان تحركهم النزعة لكسر سمعته وهم مسؤولون عن سوء هذا النظام في اليابان ويتلاعبون في الحقيقة وهم الذين يجب عليهم ان يخضعوا للمحاكمة.
واعلن: “لدينا سببان اساسيان وراء هذه المؤامرة، السبب الاول ان الوضع في “نيسان” للاسف في بداية العام 2017 كان ينحدر. في اكتوبر 2017 قررت ان انتقل من عمليات “نيسان” لانني وقعت على عقد مع “ميتسوبيشي” التي كانت بحاجة الى الدعم واصبحت رئيس مجلس ادارتها واصبحت مديرا ثانيا في “ميتسوبيشي”.
بدأنا في اكتوبر 2017 وانتقلت من “نيسان” الى “ميتسوبيشي” ووعدتهم بأن عائدات هذه الشركة سوف تعود لترتفع بعد ان كنت قد تركت 20 مليار دولار لنيسان التي ترأستها في العام 1999 عندما كانت تعاني من صعوبات مالية كبرى وقررت ان اهتم بعد هذه المرحلة من الزمن برينو وميتسوبيشي.
وقال: “وجدت مع بعض اصدقائنا اليابانيين ان الطريقة الوحيدة للتخلص من “رينو” ان تتمكن “نيسان” من التخلص مني وللاسف كان ذلك دقيقا، هناك اشخاص كثيرون شاركوا في هذه المؤامرة في “نيسان” وفي الحكومة اليابانية، لكنني احترم لبنان واحترم الضيافة التي خصتني بها السلطات اللبنانية، ولذلك لن اقول اي شيء سيصعب على السلطات اللبنانية مهمتها ولذلك لن اتحدث عن هذه المعلومات لانني لن اقول اي شيء من شأنه ان يؤذي مصلحة الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية”.
اضاف:”تم توقيفي في 19 نوفمبر 2018 وبعض الاشخاص سألوني عما اذا كنت اشعر بقدوم المؤامرة وعما اذا كان احد زملائي مسؤولا عنها ومنها الولايات المتحدة، وعما اذا كنت اشعر ان تلك المؤامرة كانت تطبخ ضدي. انا لم الاحظ ذلك.
واوضح ان عملية التوقيف كانت منظمة وقيل للعالم بأنه تم توقيفي داخل الطائرة ولكن هذا كذب اذ تم توقيفي داخل مبنى المطار وقالوا لي ان هناك مشكلة في تأشيرة الدخول. اخذت الى قاعة جانبية وبعد ذلك قالوا لي لم يعد بامكانك استخدام هاتفك المحمول وتم توقيفي في تلك اللحظة. ولأنني تفاجأت طلبت الاتصال بنيسان لارسال محام لي من دون ان اعرف ان “نيسان” وراء المؤامرة بتواطؤ بينها وبين المدعي العام. التواطؤ بين “نيسان” والمدعين العامين موجود في كل مكان وهذا التواطؤ موجود وتحدث عنه احد الاشخاص في داخل “نيسان” الي قبل توقيفي. حصلت اجتماعات كثيرة بين المدعي العام والمديرين في “نيسان” وبعض الرسميين الذين لن اذكر اسماءهم.
قال لي المدعي العام سيتم توقيفك لأنك لا تصرح بدقة عن راتبك وشعرت بهول المفاجأة وقالوا لي التعويضات التي لم تسدد لك بعد، وهذه المفاجأة الثانية وقالوا لي انها قرارات لم ترسل الى مجلس الادارة بعد، وهذا هو سبب توقيفي. في دول متعددة لا يمكن توقيف شخص على اساس هكذا شبهة. ارينا احد البروفسورات في القانون في جامعة طوكيو في اليابان هذه المستندات بعد 3 اشهر، وقال انه من المؤسف والمعيب ان تكون السلطات اليابانية قد اوقفت السيد غصن لهذا السبب.
اضاف: قضيت 130 يوما في السجن الافرادي من دون شباك ليلا نهارا. فقط في نهاية الاسبوع يمكنني الخروج فقط 30 دقيفة الى خارج الغرفة وعندما يكون هناك عطلة ابقى في زنزانتي واحصل فقط على طعامي وبقيت من دون التواصل مع عائلتي او محام واستحم مرتين في الاسبوع والحصول على الدواء فقط من السجن.
ولفت الى ان المدعي العام كان يحاول تأخير المحاكمات قدر استطاعته وعندما غادرت اليابان لم يكن هناك تاريخ محدد وعندما سألت محامي قال لي “أخاف من أن تبقى خمس سنوات في اليابان قبل أن تحصل على قرار من المحكمة”. وشعرت أنني رهينة بلد قمت بخدمته ل17 عاما وقدمت خيرة حياتي المهنية لهذا البلد وانقاذ شركة لم يكن لأحد ان يقوم به من قبلي، وقد كتب اكثر من 20 كتابا في موضوع الادارة حولي وبعد ذلك بين ليلة وضحاها اعتبروني مجرد شخص دكتاتوري جشع، وهذا ما اعتبروني.
واعلن عن تراجع حصة “نيسان” في السوق منذ توقيفي وفاق حجم الخسارة 10 مليارات دولار. اما بالنسبة الى “رينو” فتراجعت الآرباح الى اكثر من خمسة مليارات اورو اي 20 مليون اورو في اليوم. انا اقلق عندما تتراجع “رينو” وتسجل خسائر في حين ان صناعة السيارات تسجل ارتفاعا بنسبة 12 بالمئة وبالتالي هناك تراجع في القطاع عانت منه “رينو” و”نيسان” و”ميتسوبيشي” يا للصدف.
اما عن تهمة منازل في ريو دوجينيرو وفي بيروت فهذان المنزلان هما ملك لنيسان، ولدينا مستندات لأستعمالي للوحدات السكنية في الشركة لأننا نعمل لصالح الشركة.
اما عن العقد مع شقيقتي كلودين واحد الأسباب لتواجدها في الصورة هي انها كانت رئيسة غرفة التجارة في ريودجنيرو وقيل انها اختارت الريو لبناء مصنع بقيمة مليار دولار. كم كان موجودا في هذه العملية؟ كان موجودا كل الأشخاص الذين نقلوا الأموال وكانوا يعون السبب وراء ذلك، ولكن الآن عندما سأل ساكاوا هل وقعت على هذا المستند قال نعم، ولكنني لم انتبه لمضمونه ولم افهم لما وقعت عليه وهذا برأي المدعي العام كاف ولكنه غير كاف بالنسبة الي.
النقطة الأخيرة التدقيق الذي حضرته شركة “ار ان بي في” بعد الإطلاع على هذا التقرير الأنتقالي سربت نتيجة التدقيق الذي لم يكن بعد نهائيا للصحافة قبل ان اطلع عليه، اذا كانت لديهم اسئلة كثيرة يطرحونها علي ولكنهم لم يحظوا بالفرصة للقيام بذلك، اذا هذا سيكون موضوع نزاع قانوني لأن هذا التدقيق لم يتبع ايا من معايير التدقيق ويتم التعامل مع “نيسان” و”ار ان بي في” كما لم يكن هناك اي مدقق مالي اي مدير يراجع الفواتير.
التحالف كان عام 2017 الرقم واحد في العالم بوجود ثلاث شركات لديها رؤية واستراتيجية واضحة للمستقبل وكانت تستعد لإستقبال شركة كرايسلر لأني كنت في صدد التفاوض حول ذلك اما الوضع اليوم لم يعد هناك من تحالف وما قاموا به هو طوي صفحة كارلوس غصن. ولهذا هذه القصة قصة سياسية وانا بريء من كل التهم ويمكنني ان اثبت ذلك الآن لأنه اصبح لدي القدرة للوصول الى الكثير من المستندات.
اضاف: “لقد غادرت اليابان لاني أردت الحصول على العدالة كي يتم الاعتراف بما حققته، واذا كانت العدالة في اليابان غير موجودة فسأنالها في مكان آخر. لقد صورتني بعض وسائل الاعلام في اليابان بأني ديكتاتور وبارد وجشع، ويقولون لا أحب اليابان وهذا غير صحيح، فأنا أحب اليابان والشعب الياباني”.
وقال ردا على سؤال عن طريقة خروجه من اليابان: “لن أتحدث عن ذلك لأنني لا أريد توريط من ساعدوني على مغادرة اليابان في اي مشاكل”.
ونفى غصن وجود أي “اتفاق مع شركة نيتفلكس”، وقال: “هناك أساطير في الجرائد غير صحيحة، وأنا لم أتحدث عن كيفية خروجي من اليابان حفاظا على اشخاص وتفاديا لتعريض حياتهم للخطر”.
وردا على سؤال حول امكانية مساعدته لبنان الذي يعاني من ازمة اقتصادية: “أنا لست سياسيا ولا أطمح لذلك، وإذا طلب مني وضع خبرتي غير السياسية في خدمة البلد، فأنا مستعد لا اريد رتبة ولا اريد اي وظيفة، واذا طلب احد في الحكم ان اساعده لتحسين وضع البلد فانا اضع كل خبرتي في تصرف لبنان.
وعن تعامل الحكومة الفرنسية مع محنته ابان توقيفه قال “الحكومة الفرنسية تقول انها تحاول تحسين العلاقات مع اليابانيين، ولذلك لا تقوم بأي خطوة تدل على انها تتحدى اليابانيين.
وردا على سؤال اعرب عن سعادته لوجوده في لبنان وانا افضله على السجن الذي كنت فيه، انا هنا مع اصدقائي وعائلتي وليس هناك من اشخاص يتبعونني، لا اشعر ابدا في لبنان ومستعد للبقاء لوقت طويل فيه، وسأخوض هذه المغامرة لتبييض سمعتي.
وردا على سؤال حول لقائه رئيس الجمهورية ورده على الإخبار انه سبق ان زار اسرائيل قال اذا اردت ان تعلم عن زيارتي اي شخصية لبنانية يجب ان تسأل تلك الشخصية لدي الكثير من الإجتماعات ولا يتوجب علي الحديث عنها. وانا لم اسافر الى اسرائيل كمواطن لبناني انا ذهبت الى اسرائيل كمدير عام لرينو بناء لطلبها وكفرنسي ولتوقيع عقد مع رينو وشركة مدعومة من اسرائيل لبيع سيارات تسير على الكهرباء واضطررت للذهاب لأن مجلس ادارة رينو طلب مني ذلك ولأنه يعتبرني فرنسيا. ولا اعرف لمصلحة من تحريك هذا الموضوع الان.
وعن صمت فرنسا واذا ما كانت تخلت عنه قال: “اذا ما كنتم مكاني ماذا سيكون شعوركم اذا ما عانيتم ما عانيته، مدعومون مدافع عنكم لا ادري، لا رأي لي في الوقت الحالي، وامل ان السلطات الفرنسية لا تتخلى عني فانا مواطن فرنسي كالمواطنين الآخرين ولا ارغب ان اكون فوق المواطنين الأخرين، ولكن لا اريد ان اكون في درجة ادنى من المواطنين الآخرين.
وردا على سؤال حول اعتذاره للبنانيين لزيارته اسرائيل اجاب: “انا اعتذر للشعب اللبناني لأن اخر ما افكر فيه هو ان احزن او ازعج الشعب اللبناني”.
وعن عدم حصوله على الدعم الكامل من الحكومة الفرنسية قال: “انا لم أقل ذلك، وانا لا اطلب شيئا من الحكومة الفرنسية، لا أنتظر ولا اتوقع شيئا منهم بما انهم تحدثوا عن قرينة البراءة، فعندما يتحدث رئيس الجمهورية عن قرينة البراءة اصدقه، ولكن عندما يكون هناك مسؤولون آخرون يقولون بقرينة البراءة ولغة الجسد تقول عكس ذلك فاني لا اصدقهم.
وعن استعداده للمثول أمام السلطات القضائية الفرنسية اذا ما طلب منه ذلك قال: “بالتأكيد انا مستعد للتواصل مع السلطات القضائية الفرنسية ولكن حصل كثير من الأمور غير المناسبة على صعيد تدقيقات مالية غير دقيقة وهذا أمر غير مقبول”.