العميد نادر: الثورة وحدت الخطاب الوطني.. ومستمرة
لا شكّ أن عام 2019 سيطبع التاريخ اللبناني ولن يطاله النسيان لأن خلاله تحقق ما انتظره اللبنانيون على مدى ثلاثة عقود: ثورة تشرين الأوّل، ثورة اللاطائفيّة والإصلاح والقضاء على الفساد بكلّ أشكاله، ثورة الوعي الوطني والتخلّص من رواسب الحرب الأهليّة وتقسيماتها وزعمائها… وبعد انقضاء 78 يوما على الثورة، انقضى عام وانطلق آخر في حين الثوار لم يغادروا ساحات وأماكن الاعتصام. فما هي أبرز إنجازات الثورة؟ وكيف سيكون زخمها في السنة الجديدة؟
العميد المتقاعد جورج نادر اعتبر عبر “المركزية” أن “أوّل إنجاز للثّورة يتجسّد في أنهاّ أدّت إلى توحيد الخطاب الوطني اللاطائفي والموحّد بين مختلف المناطق، كذلك أظهر جيل الشباب وجهه الحقيقي بعد أن كنّا مغشوشين بأنه نائم فأثبت انه يتمتّع بالوعي الكافي والمعرفة ولديه التزام وطني والأهم أنه يرفض الطائفيّة رفضاً مطلقاً. كذلك، أسقطت الثّورة الحكومة ومنعت مجلس النواب من الإنعقاد مرتين، وأدّت إلى انتخاب ملحم خلف نقيباً للمحامين في بيروت. إضافةً إلى ذلك، فرضت الثورة نفسها لاعباً أساسياً في اللعبة السياسية اللبنانية وباتت تتمتّع على الأقل بحق الفيتو الذي يقضي على من تستعمله ضدّه”.
ورأى أن “حتى اللحظة الثورة منتصرة، اليوم هناك استراحة المحارب في فترة الأعياد والطّقس العاصف وتكليف حسّان دياب تشكيل الحكومة، في انتظار التوقيت المناسب للعودة من جديد”.
وعن تشكيل الحكومة أكّد أن “أغلبية الثوار غير مقتنعين بأنه التشكيلة الحكومية المنتظرة سترضيهم. رئيس الحكومة المكلّف يقول أنه مستقلّ وسيبقى كذلك، لكن عندما نسمع مزايدة بين الأحزاب على الحقائب الوزارية، فإن ذلك يعني أنهم ما زالوا في حقبة ما قبل 17 تشرين الأوّل وكأنه لم تحصل أي ثورة وكأن لم تملأ مئات الألوف من المواطنين الشوارع”، مضيفاً “أحزاب السّلطة غير آبهين بالثورة، قسم منهم يحاول أن يركب موجتها وقسم آخر يريد قمعها، هم متفقون ووزّعوا الأدوار فيما بينهم لتحقيق هدف واحد: ضرب الثورة والانتهاء منها، لأنها تعرّيهم وتنزع عنهم عباءة الزعيم والطائفية وتعطي الكلمة للشعب”.
وختم نادر “بعد هذا الأسبوع تكون الناس أقلّ انشغالاً، وسيكون هناك تصعيد في كلّ المجالات وبخطوات نوعيّة. وفي حال تشكيل حكومة تشبه الثورة بوزرائها يكون السياسيون لبّوا أحد مطالبها وعكس ذلك يعني حتماً التصعيد مجدداً”.