عتبٌ “قواتي” على الحريري
لم يستثنِ الرئيس سعد الحريري في جردة الحساب التي اجراها بعد ثلاث سنوات من عمر التسوية الرئاسية، الحليف التقليدي “القوات اللبنانية”، بتحميلها مسؤولية “فرض” ترشيح العماد ميشال عون وحيداً لرئاسة الجمهورية.واتى ذلك في وقت تمرّ تكاد العلاقة بين ركني تحالف قوى 14 اذار تمرّ في اصعب اختبار بعدما رفضت “القوات” تسمية الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة.وقالت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال مي شدياق لـ”المركزية” “العتب على قد المحبة”. والتباينات في وجهات النظر بالنسبة للتعاطي في الشؤون اليومية لا تُفسد في ود تحالف 14 آذار قضية، هذا التحالف المُعمّد بالدم وشعاره لبنان اولاً”.
الا انها اشارت في المقابل الى “ان الرئيس الحريري كان يتعاطى مع “القوات اللبنانية” على قاعدة انها في “الجيب” وان التباين معها في وجهات النظر لن يؤثّر على التحالف معها، في حين ان المحافظة على التسويات مع الفرقاء الاخرين امر ضروري من اجل تسيير عجلة البلد سياسياً واقتصادياً، غير ان التجربة دلّت الى ان هذا النوع من التسويات القائمة على “مضض” لم تؤدِ الا الى شلل البلد”.اضافت “مع كل محبتي للرئيس الحريري الا انه القى التهم جزافاً على “القوات” التي كانت تنادي دائماً، خصوصاً على طاولة مجلس الوزراء بتصحيح مسار ادارة الحكم”.
وذكّرت “بان الرئيس الحريري هو من طرح في البداية دعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية قبل ان يتراجع بسبب اعتراض القوات ثم ذهب في اتّجاه خيار النائب سليمان فرنجية عندها ادركنا ان لا نيّة لديه بدعم رئيس جمهورية من فريق الرابع عشر من آذار او على الاقل وسطي، لذلك دعمنا مجدداً الرئيس عون”.ورغم ذلك، عادت شدياق لتؤكد “ان العتب على قد المحبة، وقد نكون الان في مرحلة مراجعة الذات وغسيل القلوب من اجل استخلاص العِبر والدروس من الاستحقاقات والتجارب السابقة”.
وشددت على “اننا كـ”قوات” لم نسعَ الى مصلحة شخصية في كل المواقف التي اتّخذناها وكنّا منسجمين مع انفسنا، ولعل الدليل الى ذلك ما حصل اخيراً في موضوع الاستقالة من الحكومة بعد انطلاق شرارة الانتفاضة الشعبية، وكان سبق هذه الخطوة دعوة رئيس الحزب سمير جعجع خلال مشاركته في طاولة الحوار الاقتصادي في بعبدا في ايلول الماضي، الى تشكيل حكومة اخصائيين مستقلّين من اجل انقاذ الوضعين الاقتصادي والمالي”.
وتطرّقت شدياق الى استحقاق تشكيل الحكومة، فاعتبرت “ان مساره لا يُبشّر بالخير، فهو انطلق بدعسة ناقصة بتكليف رئيس لا يحظى بميثاقية داخل طائفته، كما ان الشارع يتفاعل سلباً مع ما حصل”.
ولفتت الى “ان القيّمين على تركيبة الحكومة يُسمّون وزراء ظاهرهم اخصّائي، لكنهم في العمق محسوبون على فريق سياسي، حتى ان بعض المرشّحين خاضوا غمار الانتخابات النيابية على لوائح حزبية مدعومة من فريق معيّن، وهذا للاسف يُعيدنا الى مرحلة ما قبل 17 تشرين الاول وكأن شيئاً لم يكن”.وقالت “نحن من اشدّ المطالبين بتشكيل سريع للحكومة من اجل مصلحة البلد، “بس ما يضحكوا علينا”. امِن الصعوبة الاتيان بوزراء مستقلّين غير محسوبين على فريق سياسي؟ الا يتابعون الاخبار الدولية، حيث يتم تعيين لبنانيين بارفع مراكز في قطاعات متعددة؟ اليس هؤلاء مستقلّون”؟وختمت شدياق “لبنان بلد صغير” واللبنانيون يعرفون بعضهم جيداً، وهذه الخُدع لن تمرّ عليهم”.
المصدر:”mtv”