إعلاميو طرابلس وناشطوها صنعوا ثورتها: لا خطوط حُمر!
كتب الصحافي مصطفى بشير في المدن
رسخت ثورة 17 أكتوبر محورية الإعلام البديل في اللعبة السياسية اللبنانية، وتحديداً في منطقة الشمال. حيث تمكنت منصات التواصل الإجتماعي من لعب دور كبير في تحويل طرابلس إلى محطة مركزية في التحركات الشعبية.
وخلال 16 يوماً من التغطية، حقّق الإعلام البديل حزمة من الإنتصارات، بدأت مع تحريك الشارع لمواجهة ضريبة “واتساب”، ولم تتوقف عند تقديم صورة مختلفة عن طرابلس بعيداً من الصور النمطية التي أسهم الإعلام الجماهيري التقليدي في خلقها وصناعتها بِنِيّة مباشرة أو غير مباشرة. ولا يعتبر من قبيل القفز إلى إستنتاجات مبكرة، القول أن الإعلام البديل إتجه أكثر فأكثر نحو التنظيم والمأسسة في منطقة الشمال، وتكريس التعددية على حساب الأدوات التي كان يحتكرها مجموعة نافذين في المال.
محورية “واتساب غروب”
منذ سنوات، بدأت مجموعات “واتساب” الإخبارية لعب دور في اللعبة السياسية والشعبية في الشمال. لكن كانت لافتة سيطرة النفس الثوري على هذه المجموعات على حساب الإنتماءات السياسية والطائفية الضيقة.
وبعد مرور أسبوعين، يمكن الحديث عن مجموعة ملاحظات. في بداية الإنتفاضة كان هناك شبه إجماع حول أهداف الثورة، لكن مع استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، بدأت تظهر بعض التباينات، وخرجت أصوات تتحدث عن “مش كلن يعني كلن” و”هناك أطراف تستغل الحراك”، أو “هناك تمويل مشبوه”، وصولاً إلى “الحراك سيدفع نحو الانهيار”.
كما طفت على سطح المجموعات عبارات من قبيل “سعد الحريري طلع مكسر عصا”، أو “رئيس الجمهورية ميشال عون خط أحمر”. وقادت الإختلافات في بعض الأحيان إلى سجالات، واتهام البعض بأنهم مندسون لتشويه صورة الحراك أو التشويش على المجموعات، واضطر بعض مدراء المجموعات إلى إقفالها أو إخراج مَن يبث كلاماً فتنوياً.
وبغض النظر عن المضمون، تحوّلت مجموعات الأخبار إلى مرجع أساسي للمواطنين لمتابعة الأحداث، وضبط حركتها ومشاريعها. ويمكن إعتبار “تجمع صفحات طرابلس والشمال مبادرون” نموذجاً لهذه المجموعات. ولا يحتاج المتجوّل على الأرض وفي “ساحة النور” إلى الكثير من الجهد، ليرى مراسليها ومصوريها الذين يلبسون الجيليه الموحدة.
ويؤكد الناشط الإعلامي محمد صباغ أن 45 مراسلاً لـ”مبادرون” ينتشرون عند مداخل الساحة كافة. ويلفت الى أن الشبكة تعمل في المنصات كلها، سواء مجموعات “واتساب” و”فايسبوك”، أو الموقع الإلكتروني. كما أنها طوّرت أدواتها لتنافس الإعلام التقليدي. وقد تمكنت من تكريس مركزية طرابلس في الإنتفاضة.
ويلمّح محمد الصباغ في حديث لـ”المدن” إلى أن البعض وجّه نصيحة الى بعض وسائل الإعلام لأن تضع حدًا لتغطيتها، بعد إستقالة الرئيس سعد الحريري، لكن وسائل التواصل فرضت على التلفزيونات إعادة كادر طرابلس إلى الهواء.
ويشير الصباغ الى أن المحتوى الذي يقدمه “مبادرون” عبر “واتساب” والسوشال ميديا “تصل متابعاته إلى 900 ألف مشاهد”. هذا الإنتشار وضع على عاتق مدراء المجموعات والصفحات مسؤولية كبيرة. ويعطي مثالاً على ذلك، بدء البعض في بث منشورات كاذبة إثر أحداث البداوي، حيث أُقفلت المجموعات لمنع أي ردود أفعال قد تؤثر سلباً في الأمن الإجتماعي والسياسي. ويجزم بأن “مبادرون” لا ينشرون أي معلومة أو خبر من دون التحقّق من صحتها وموثوقيتها، وملاحقة المعلومات من مصدرها.
فايسبوك الفقراء
إلى جانب مجموعات “واتساب”، لعب “فايسبوك” دوراً في ترميم صورة طرابلس، وتقديم حقيقة التحركات الشعبية. ويتحدث الناشط خالد رعد لـ”المدن” عن تنسيق الجهود بين ناشطي الحراك عبر السوشال ميديا في كافة المناطق اللبنانية، والإتفاق على الخطوط العريضة، مشيراً إلى أن سيادة الخطاب الوطني الجامع، على حساب الخطاب الطائفي، تؤكد دور ناشطي “فايسبوك”. كما يؤكد رعد أن منصات السوشال ميديا، خلال الأيام الأخيرة، شكلت ضغطًا على وسائل الإعلام المرئية الموجهة من الأجهزة والسفارات والدول، فتمت تغطية الأحداث وقطع الطرق والتحركات عبر “فايسبوك لايف”.
لقراءة المقال كاملا: bit.ly/2WF8H5C