تابعوا قناتنا على التلغرام
محليات

الياس المر : لا قوة في العالم يمكن أن تمنعنا من متابعة مسيرة ميشال المر !

أقيم قداس وجناز لراحة نفس نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ميشال المر، في الذكرى السنوية الاولى لرحيله في كنيسة مار الياس في بتغرين، ترأسه المطران الياس كفوري ممثلا بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وعاونه المطران قسطنطين كيال ولفيف من الكهنة.

وحضر القداس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بالنائب الياس بو صعب، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب هاغوب بقرادونيان، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلا بالنائب نقولا نحاس، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمطران انطوان عوكر، مطران الارمن الارثوذكس شاهيه بانوسيان، وممثلون عن رؤساء الاجهزة الامنية والاحزاب، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات رسمية وسياسية وعسكرية وقضائية وروحية، عائلة الراحل وحشد من أبناء المتن والمحبين والمناصرين.

وألقى المطران كفوري كلمة قال فيها: “لقد شرفني غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي وكلفني ان انقل اليكم والى العائلة الكريمة تعازيه الحارة وصلواته الابوية وبركته الرسولية، لمناسبة مرور عام على انتقال عميد العائلة دولة الرئيس الاستاذ ميشال المر الى الاخدار السماوية”.

واضاف: “لقد خسر المتن ولبنان ركنا من اركان الدولة، الذين نذروا انفسهم لخدمة الوطن. فقد طبع ميشال المر المتن الشمالي بطابعه الخاص في السياسة وفي الخدمة. ما ميز مسيرته الوطنية قربه من الناس وعيشه معهم. لم يقبع ميشال المر في برجه العاجي، لكنه نزل الى الارض. كان مع الناس يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، يتحسس آلامهم ويتفاعل مع هواجسهم. كان حاضرا في كل المناسبات الاجتماعية والدينية والسياسية، أحب كنيسته الأرثوذكسية وانخرط في حياتها الوطنية، مثلها خير تمثيل لدى السلطات اللبنانية مدافعا عن حقوق أبنائها. كان يزور دير مار الياس شويا البطريركي بانتظام ويقوم بواجباته تجاه هذا الصرح الكنسي الكبير”.

وتابع: “أما في الشأن الاداري، فقد تميزت خدمته في الوزارات والمراكز التي شغلها بنشاط قل نظيره، فكان نواب الأمة يتحلقون حوله ليسدي اليهم النصح ويساعدهم بكل ما أوتي من امكانات، في ما يسمى بلقاء الجمعة. ناضل ميشال المر طوال حياته في سبيل الحفاظ على سيادة واستقلال لبنان وعدم المس بموقع الدولة. فأمضى ستين عاما في خدمة مجتمعه ووطنه”، مشددا على “الاستقلالية والاعتدال، مع انفتاح كامل على العالم العربي، وتواصل مع العالم الخارجي. بالنسبة اليه المسيحية رسالة سلام وانفتاح على الشرق والغرب”.

واردف: “وفي لبنان شدد على الوحدة الوطنية والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين مع الحفاظ على خصوصية الطائفة والدفاع عن حقوقها في كل المجالات، محافظا على التوازن الوطني والمساواة في الكرامة بين المواطنين”.

وختم: “كانت مواقفه الوطنية معتدلة، لم يعرف ميشال المر التطرف والتحيز، بل كان كل همه تأمين مصالح الناس، ولكن ليس على حساب المصلحة الوطنية العليا”.

وبعد القداس، ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر كلمة العائلة، فقال: “باسم الوالدة سيلفي، اخواتي ميرنا ولينا، وباسم عمي غبريال وعمتي مهى، باسم العائلة وباسمي، أشكر تحملكم عناء تشريفنا الى بتغرين، وأشكر مشاركتكم الكريمة في هذا القداس والجناز لراحة نفس دولة الرئيس ميشال المر، الذي بادلكم المحبة والوفاء حتى الرمق الاخير”.

وأضاف: “وباء كورونا منعنا من وداع الرئيس المر بما يستحق، بعد أكثر من خمسين سنة من خدمة لبنان واللبنانيين، لكن لا قوة في العالم يمكن أن تمنعنا من متابعة مسيرته في العمل والتضحية من أجل إنقاذ لبنان وخدمة اللبنانيين بما يستحقون حتى الرمق الاخير”.

وتابع: “نتذكر اليوم ميشال المر الاب والزوج والاخ والجد، نتذكر اليوم سيرة رجل عشق السياسة والانماء ومساعدة الناس. دولة الرئيس ميشال المر، لم يتخل يوما عن صديق أو حليف، ولم يخذل صاحب حق. كان، إذا وعد وفى، جريئا وصاحب قرار، مهندسا في إعادة وصل الجسور وإيجاد المخارج والحلول كلما تعقدت الامور. حمل المسؤولية بعنفوان المؤمن، واتخذ المواقف الوطنية بحزم، وأحب الناس بطيبة القلب. كان يفتخر دائما بضيعته بتغرين وأهل بتغرين، وكان قلبه على المتن وأهالي المتن”.

وقال: “ما أحوجنا اليوم الى ابو الياس والرجال من طينته، نتذكر اليوم كيف كانت بيروت منارة الشرق، دمروها وأغرقوها بالظلام، وهدروا أبسط حقوق المواطن وجنى عمره وكرامته، حتى وصلنا الى فوهة البركان.الشعب يبحث عن لقمة عيش، عن وظيفة، عن مدرسة، عن طبابة ودواء، عن ماء وكهرباء، عن عدالة، عن مستقبل، عن بصيص أمل”.

وأضاف: “لن نغرق في توصيف الكارثة، لأننا لن نستسلم ولن نقف مكتوفي الايدي، واجبنا جميعا ان نتكاتف لإعادة بناء الدولة على أسس حديثة ومتينة، واجبنا أن نتصدى لما يرتكب من جرائم في حق الدستور والقانون والعدالة، يستحيل بناء دولة حديثة بسياسات خبيثة، الجحيم ليس قدرا، والشعب ليس عبدا ولن يكون عبدا مهما ضيعوه وجوعوه وغدروه وطعنوه. لن يستسلم ولن ييأس، ولبنان لن يركع ولن يخضع وسيعود بتكاتفنا جميعا الى عزه ودوره وازدهاره”.

وختم متوجها الى والده، قائلا: “والدي الحبيب، نم قرير العين، وعدي لك، أن نكمل مسيرتك دفاعا عن لبنان، ان نستمر الى جانب الناس بكل محبة، وأن لا نترك أهلنا وأحباءنا في بتغرين الوفية ومنطقة المتن الابية، حتى الرمق الاخير”.

المصدر :

النسمة الإلكترونية.

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى