تابعوا قناتنا على التلغرام
خاص-EchoLebanon
أخر الأخبار

الانفجار الاجتماعي حاصل حتى لو … تأخر قليلاً

كتب في  EchoLebanon … د. مازن مجوز:

تتخذ الأزمة التي يمر بها لبنان اليوم 3 ابعاد رئيسية :
البعد الأول وهو البعد الداخلي المتمثل بالانهيار الاقتصادي،
و البعد الثاني وهو التأزم الإقليمي والذي يمثل لبنان جزء منه،
و البعد الثالث وهو البعد الدولي الناشئ حديثا، والمتمثل بالانهيار الواسع في العلاقات الدولية في ظل أزمة أوكرانيا .

في الواقع لبنان، فإنّ اللبناني بدأ يفقد تدريجياً مناعته بفعل احتدام الأزمات لا سيما بعد منذ ثورة 17 تشرين،  حتى وصل اليوم الى مرحلة حرجة جداً، بعد أنّ فقد معظم مدخراته إضافة الى أن راتبه الذي لم يعد له قيمة بفعل التضخم وهذا ينسحب على تعويضات نهاية الخدمة فضلا عن عدم توافر الدولارات المطلوبة لتأمين الاستيراد الكافي لمواجهة هذه المرحلة .

واللافت أنّ لبنان لم ينحو المسار الذي تعتمده معظم دول العالم لمواجهة الأزمات وهو تعظيم المخزونات وأبرزها المواد الغذائية والحبوب، حيث يستورد من أوكرانيا نسبة كبيرة من حاجاته السنوية من القمح إضافة إلى تخزين مواد الطاقة ،
حيث أنّه يعاني اليوم من وضع صعب جدا في ظل ما نشهده من ارتفاع لأسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية والحبوب .

ولا عجب بأنّ وضع اللبناني بات صعباً لأن وضع الدولة اللبنانية أصبح صعبا فيما نظامنا المصرفي شبه معطل.

ومن الطبيعي أن يلجأ المواطن الى المحافظة قدر الإمكان على دولاراته وتخزين المواد الغذائية على أنواعها،  لكن ثمة من يرجح أن يعيد المواطن انتظامه وراء زعيمه في الانتخابات النيابية المقبلة بسبب حجم الخوف من المستقبل وعدم إيجاد بدائل حقيقية تساعده على الخروج من القوقعة الطائفية والمذهبية والحزبية التي لا يزال قسم كبير منهم يعيش فيها. 

المعطيات السلبية تتزايد كل يوم، ومعظمها يشي بأن الانفجار الاجتماعي لم يعد بعيدا عن لبنان، وها هو البلد الذي لطالما عرف بـ”سويسرا الشرق” يخلع عنه هذا الثوب،  ليرتدي رداء الفقر والبطالة والعوز، ويعيش حالة لا استقرار على المستوى المالي و النقدي والاقتصادي والمعيشي والمعيشي. 

 فالمواطن في بلد الحريات يحق له أن يسأل عن من اوصله واوصل لبنان الى هذا الدرك الخطير. لكن ليس هنا بيت القصيد لأن بلد القانون والمؤسسات عاجز عن محاسبة الفاعلين الذين ليس بالضرورة أن نبذل جهدا فكريا كبيرا لمعرفتهم ومعظمهم يدعي العفة والشفافية والحرص على الوطن والمواطن و حمايتهما ، حتى إنك إذا حاولت البحث عن موقوف واحد منهم وراء القضبان، فلن تجده لا اليوم ولا بعد الانتخابات المقبلة…

وبالعودة إلى المعطيات فنستمدها من الواقع اليومي المُعاش، فصفيحة البنزين والمازوت وقارورة الغاز يبدو أنها تخوض ماراتون في الأسعار والمرجح أن يصل كل منها الى اسعار خيالية وغير مسبوقة قبل نهاية هذا الشهر،  مع ما يحمله هذا المعطى من عجز الموظفين والعمال عن الوصول الى مراكز عملهم، فيما الادوية باتت شبه مفقودة من الصيدليات وان وجدت فبأسعار يصعب عليه دفعها.

أما المستشفيات فليس على المواطن حاليا سوى الدعاء ل” الله”  بأن لا يمرض أو يصيبه مكروه لأن الدفع فيها أصبح بال fresh dollar    وعندها ليس مهم إن كانت الحالة طارئة أو لا ، فيما شركات التأمين بكافة تغطياتها باشرت هذه الخطوة منذ أشهر.  

ومما لا شك فيه أن اللبنانيين أصبحوا أمام حائط مسدود في غياب أي خطة واضحة من قبل السلطة للخروج من المآزق المتراكمة، مع زجها للبنان في أزمات المنطقة والعالم وكأنّ مشاكله لا تكفيه، وكأنه يعيش حياة رغد ورفاهية واكتفاء ذاتي في كل شيء. 

ربما لا يعرف حكامنا اليوم أن ثمة اكثر من مدرسة عريقة وفي اكثر من منطقة أعلنت إغلاق ابوابها نهائيا بفعل تقصير الأهالي عن تسديد أقساط اولادهم و المتوجبات المفترضة عليهم دفعها لباصات المدرسة مقابل نقل أولادهم ، فضلا عن عدم زيادة هذه المدارس الرواتب لأساتذتها بعد أن رفعتها مرتين هذا العام. 

وانتقالا الى سعر ربطة الخبز فهي باتت متوفرة فقط لمن استطاع إليها سبيلا، بعد أن وصل سعرها حاليا إلى 10 آلاف ليرة  للمرة الاولى في تاريخ لبنان ارتفاعا من 1500 قبل الأزمة الاقتصادية .


بالطبع، المشكلات في تصاعد مستمر، والوضع أصبح لا يطاق، جملة هي الجملة الأكثر رواجاً اليوم على ألسنة اللبنانيين، الذين يجب عليهم أن يدركوا حقيقة ثابتة أنه كلما طال أمد الحرب في أوكرانيا ستتفاقم الأزمات في لبنان أكثر فأكثر.
ليبقى السؤال هل سيحرك سعر الدولار المرجح أن يلامس ال 30 الف ليرة وربما قبل الانتخابات ومعه الجوع الشارع في وجه المنظومة ؟ وهل ستختلف هذه المرة التحركات عن سابقاتها في النتائج ؟
لننتظر ونرى .

 

Journalist
Author: Journalist

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى