تابعوا قناتنا على التلغرام
صحة و غذاء
أخر الأخبار

التأمل.. نحو صحة عقلية وجسدية أفضل

عند الشعور بالقلق والتوتر يفرز جسم الإنسان هرمون “الكورتيزولر” الذي يعرف بهرمون التوتر أو الإجهاد، وهو سبب الكثير من المشاكل الصحية المرتبطة بضعف الجهاز المناعي وزيادة الوزن وأمراض القلب والضغط الدموي. وقد أثبتت الدراسات أن ممارسة التأمل من أبرز القوى الخفية التي يمتلكها الإنسان، وتشير معطيات علمية إلى وجود إيجابيات لذلك. فكيف يؤثر التأمل على صحتنا؟ 

 

ممارسة تقنيات التأمل من خلال السماح للعقل بالاسترخاء والهدوء؛ يساعد في تخفيف توتر عضلات الجسم وتقليل إجهاد المخ وتصفية الذهن، بالإضافة إلى الحفاظ على ساعات نوم منتظمة، وممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، مع تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات.

 

تعتبر مناطق الدماغ المختلفة أكثر تأثرا بعملية التأمل، وقد انصب أغلب الدراسات والأبحاث على كيفية تفاعل الدماغ ومكوناته مع هذه الممارسة، وخصوصا المادة الرمادية التي تحتوي على الخلايا العصبية المسؤولة عن معالجة المعلومات، ومن المعروف أن هذه المادة الرمادية الموجودة على شكل قشرة دماغية يقل سمكها وتتآكل مع التقدم في السن.

 

توصل باحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا الأمريكية إلى أن ممارسة التأمل يحافظ على المادة الرمادية في الدماغ على نطاق واسع حتى مع التقدم في العمر. وجاءت هذه الخلاصة بعدما راقبوا 100 شخص من مختلف الأعمار، نصفهم مارس التأمل لمدة تراوحت بين 4-46 عاما، والنصف الآخر لم يسبق له القيام بهذه الممارسة.

 

تَصدُر عن الدماغ موجات طاقة كهرومغناطيسية يؤثر عليها التأمل بحسب عدد من الدراسات التي أجريت على مشاركين خضعوا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، ومن بينها دراسة نشرتها المجلة العلمية “سايكاياتري ريسيرتش”. وأجريت هذه الفحوص على مشاركين قبل وبعد ممارسة “التأمل” لمدة 27 دقيقة بشكل يومي خلال ثمانية أسابيع، ولوحظ لديهم بعد مرور هذه الفترة تغيير في منطقة الحصين (Hippocampus) المسؤولة عن التعلم والذاكرة والوعي الذاتي والتعاطف، وأيضا في منطقة اللوزة (Amygdala) المسؤولة عن مشاعر التوتر والقلق.

 

أكدت دراسة أجريت في جامعة “ميتشيغان” الأمريكية عام 2019 وشملت 200 شخص، تأثير التأمل الواضح على الدماغ وسرعته في معالجة المعلومات واكتشاف الأخطاء، إذ وجدوا أن الأشخاص الذين خضعوا لجلسة تأمل سابقة استغرقت عشرين دقيقة كانوا أسرع في كشف الأخطاء بعد خضوعهم لاختبار على جهاز كمبيوتر.

 

يقول الخبراء إن تدريب العقل على التركيز يمر أيضا عبر التحكم في الجسد وعضلاته وحثها على الاسترخاء، وهذا هو الدور الرئيسي لرياضة “اليوغا”. وبعيدا عن الجانب الفلسفي والعقائدي لليوغا، يرى كثيرون أن ما يمارسونه يقتصر على الأوضاع الجسدية باعتبارها تمارين للتحكم بالنفس والاسترخاء الذهني والبدني، مما يساعد على تنشيط الدورة الدموية، وزيادة سعة الرئتين، وزيادة مرونة المفاصل والعمود الفقري.

Reporter-Z
Author: Reporter-Z

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى