تابعوا قناتنا على التلغرام
سياسة

لهذه الأسباب لن تنفجر العلاقة بين الحريري والثنائي الشيعي

يستعد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لإحياء ذكرى 14 شباط بخطاب على الأرجح سيكون معارضاً، يتوجه به الى اخصامه وحلفائه، ويحدد فيه خريطة الطريق بعد ان تكون حكومة حسان دياب قد نالت الثقة النيابية.

لا حاجة للقول ان الفرز صار واضحاً على الساحة السياسية. إصطف من يريد مع حكومة دياب “طوعاً او مرغماً” بسبب الحاجة الى وجود حكومة، وخرج منها من لم يعترف بها ولا يرغب بوجوده فيها. وقد كشفت منازلة الموازنة ان مسار العمل الحكومي لن يكون سهلاً.
المفارقة ان معارضة رئيس تيار المستقبل والتصعيد الذي ينتهجه موجه في اتجاهات محددة، فهناك الحكومة من جهة التي “يغازلها” الحريري ويطالب باعطائها الفرصة، ولكنه في الواقع يشيطنها ويكيل نوابه والمقربون من بيت الوسط الاتهامات والحملات ضدها. وهناك العهد والتيار الوطني الحر، والتغريدات بين التيارين الأزرق والبرتقالي يعبران فيها عن حجم الانهيار الذي اصاب التسوية بينهما.
فقبل مغادرة الحريري موقعه الحكومي تساقطت كل تحالفاته الماضية، وحتى الساعة يرفض “الشيخ سعد” تصديق ان “القوات اللبنانية” لم تغدر به، كما يستحيل عليه ايضاً ان يتقبل فكرة انه نفذ الانقلاب الأول على العهد ورئيس التيار الوطني الحر، وهو تجاه الاثنين متمسك بأن نظرية المؤامرة لا تنبطق مواصفاتها الا على الثنائي المسيحي. لكن المفارقة ان ما أصاب علاقة الحريري بالثنائي المسيحي لم ينسحب على الرئيس نبيه بري وحزب الله.
فالعلاقة مع الثنائي الشيعي حافظت على الحد الأدنى من التفاهمات ولم تتأثر بالسلبية ذاتها. وبرغم ان رئيس المجلس داعم في الشكل لحكومة حسان دياب، إلاّ ان جلسة الموازنة أظهرت ان بري ليس بعيداً عن فريق المستقبل ايضا وحريص على العلاقة غير المتوترة معه، وان تكتل المستقبل اظهر مرونة في التعاطي البرلماني.
ليس سراً ان الرئيس بري خاض محاولات عبثية لإقناع الحريري بالعودة الى الحكومة، وان الثنائي الشيعي تمسك بكل طاقته ببقاء سعد الحريري في الحكومة، لكنه تحت الضغوط ووضع البلاد إضطر الى إعطاء حسان دياب التسهيلات اللازمة، من منطلق ضرورة مواكبة الاحداث والاوضاع المتغيرة في المنطقة.
هذا الستاتيكو يقود الى معالم توافق خفي بين الطرفين على عدم تفجير العلاقة والمراهنة على الوقت لتبيان مستقبل لبنان والمنطقة واتجاه الأمور، فهناك قرار مؤكد بالحفاظ على شعرة معاوية بينهما. وتتحدث مصادر سياسية عن اتفاق على الحفاظ على مكتسبات الحريري في الادارات والحكم.
واذا كان من مصلحة سعد الحريري الحفاظ على توازناته، فإن الثنائي الشيعي غير راغب بفتح جبهات داخلية ايضًا والخوض في لعبة الشارع ضد الحريري او اي فريق، فلا مصلحة لأحد بتوسيع رقعة الخلاف وربما من مصلحة الجميع انتظار هدوء العاصفة الإقليمية، وجلاء الصورة بعد الاعلان عن صفقة القرن ومعرفة تداعياتها اللبنانية.

ليبانون فايلز

Reporter
Author: Reporter

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى